
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يُشَرِّفُنِي أَنْ أَتَقَدَّمَ، بِاسْمِي وَاسْمِ أَعْضَاءِ الْمَحْكَمَةِ الدُّسْتُورِيَّةِ وَأُسْرَتِهَا، بِأَصْدَقِ التَّهَانِي وَالتَّبْرِيكَاتِ إِلَى مَقَامِ صَاحِبِ الْجَلَالَةِ الْهَاشِمِيَّةِ الْمَلِكِ عَبْدِ الله الثَّانِي ابْنِ الْحُسَيْنِ الْمُعَظَّمِ، حَفِظَهُ الله ورعاه، وَإِلَى صَاحِبِ السُّمُوِّ الْمَلَكِيِّ الْأَمِيـرِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الله وَلِيِّ الْعَهْدِ الْأَمِينِ، وَإِلَى جَمِيعِ أَبْنَاءِ الشَّعْبِ الْأُرْدُنِيِّ الْأَصِيلِ، بِمُنَاسَبَةِ الذِّكْرَى التَّاسِعَةِ وَالسَّبْعِينَ لِاسْتِقْلَالِ الْمَمْلَكَةِ الْأُرْدُنِيَّةِ الْهَاشِمِيَّةِ.
وَفِي هَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ التَّارِيخِيَّةِ، تَنْحَنِي الْهَامَاتُ إِجْلَالًا لِتَضْحِيَاتِ الْآبَاءِ وَالْأَجْدَادِ، الَّذِينَ كَتَبُوا بِدِمَائِهِمُ الزَّكِيَّةِ مَلْحَمَةَ الِاسْتِقْلَالِ، وَنَقَشُوا بِعَزَائِمِهِمُ الصُّلْبَةِ مَعَالِمَ الْكَرَامَةِ، فَأَوْرَثُونَا وَطَنًا عَزِيزًا تُظَلِّلُهُ سَحَائِبُ الْعَدْلِ، وَتُزَيِّنُهُ رَايَةُ الْحُرِّيَّةِ، وَتَحْرُسُهُ سَوَاعِدُ الْأَبْطَالِ مِنْ أَبْنَائِهِ الْمُخْلِصِينَ.
فَالِاسْتِقْلَالُ فَجْرٌ أَشْرَقَ لِمَسِيرَةٍ مُبَارَكَةٍ، سَارَتْ بِهَا الْأُمَّةُ تَحْتَ ظِلَالِ قِيَادَةٍ هَاشِمِيَّةٍ فَذَّةٍ، أَسَّسَتْ لِدَوْلَةِ الْمُؤَسَّسَاتِ وَالْقَانُونِ، وَأَرْسَتْ دَعَائِمَ الْعَدَالَةِ وَالْمُسَاوَاةِ، حَتَّى غَدَا الْأُرْدُنُّ مَنَارَةَ هُدًى فِي بَحْرٍ مُتَلَاطِمٍ مِنَ التَّحَدِّيَاتِ، وَنَمُوذَجًا فَرِيدًا يُحْتَذَى بِهِ بَيْنَ الْأُمَمِ.
وَقَدْ تَجَسَّدَتِ الرُّؤْيَةُ الْمَلَكِيَّةُ الْحَكِيمَةُ فِي إِنْشَاءِ الْمَحْكَمَةِ الدُّسْتُورِيَّةِ، ذَلِكَ أَنَّها ضَرُورَةٌ وَطَنِيَّةٌ لِصَوْنِ الدُّسْتُورِ، وَتَعْزِيزِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ، إِدْرَاكًا لِأَهَمِّيَّةِ وُجُودِ قَضَاءٍ دُسْتُورِيٍّ مُسْتَقِلٍّ يَضْمَنُ التَّوَازُنَ بَيْنَ السُّلُطَاتِ، وَيَصُونُ الْحُقُوقَ وَالْحُرِّيَّاتِ
فَحَرَصَ جَلَالَتُهُ عَلَى تَوْفِيرِ جَميعِ أَشْكَالِ الدَّعْمِ وَالْمُسَانَدَةِ لِلْمَحْكَمَةِ؛ لِتَمْكِينِهَا مِنْ أَدَاءِ مَهَامِّهَا الْوَطَنِيَّةِ بِكَفَاءَةٍ وَاسْتِقْلَالِيَّةٍ تَامَّةٍ.
وَفِي ذِكْرَى اسْتِقْلَالِ الْأُرْدُنِّ، نُجَدِّدُ الْعَهْدَ لِقِيَادَتِنَا الْهَاشِمِيَّةِ الْحَكِيمَةِ، مُؤَكِّدِينَ الْتِزَامَنَا بِرِسَالَةِ الْمَحْكَمَةِ الدُّسْتُورِيَّةِ، وَأَنْ نَكُونَ دَوْمًا عَلَى مُسْتَوَى الْمَسْؤُولِيَّةِ، حَرِيصِينَ عَلَى إِقَامَةِ الْعَدْلِ، وَحِمَايَةِ الْحُقُوقِ وَالْحُرِّيَّاتِ، سَاعِينَ إِلَى الْإِسْهَامِ فِي تَرْسِيخِ دَوْلَةِ الْقَانُونِ وَالْمُؤَسَّسَاتِ.
حَفِظَ الله - عّزَّ وَجَلَّ - الْأُرْدُنَّ وَأَهْلَهُ، وَأَدَامَ عَلَيْهِ نِعْمَةَ الْأَمْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ، وَأَيَّدَ قِيَادَتَنَا الْهَاشِمِيَّةَ بِالنَّصْرِ وَالتَّوْفِيقِ.
وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
رئيس المحكمة الدستورية
محمد الغزو